بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
أصحاب المعالي والسعادة
أيها الإخوة الحضور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً، وأشكركم على الحضور والمشاركة في حفلنا هذه الليلة لتدشين "منصة إيصال" لفواتير الأعمال، حيث سنشهد معاً انطلاق منصة وطنية مهمة في مجال رقمنة مدفوعات قطاع الأعمال.
أيها الحفل الكريم:
إن برنامج تطوير القطاع المالي الذي هو أحد برامج رؤية المملكة العربية السعودية 2030 يقوم على عدة ركائز، من أهمّها العمل على رفع نسبة المعاملات غير النقدية، وتعزيز الشمول المالي للشركات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال تبني التقنيات الحديثة والتحول الرقمي في القطاع المالي. وانطلاقاً من رؤية 2030 وتبنّينا الكامل لمستهدفات ومرتكزات برنامج تطوير القطاع المالي، جاء عملنا على إطلاق منصة إيصال بسواعد فريقنا في المدفوعات السعودية، وتحت إشراف مؤسسة النقد العربي السعودي، بهدف توفير المزيد من الحلول الرقمية التي ستساهم في خفض تكاليف المعاملات المالية، وتعزيز كفاءة البيئة المؤسسية، من خلال تيسير عمليات الفوترة الخاصة بموردي الجهات الحكومية وقطاعات الأعمال المختلفة، وإتاحة دفعها إلكترونياً. وقد تم تصميم منصة إيصال لتكون عاملاً أساسياً في تحسين بيئة الأعمال في المملكة العربية السعودية عبر تقديم مزايا تُسهّل على المنشآت عمليات إدارة الفواتير والمدفوعات، –على سبيل المثال لا الحصر– إمكانيةِ عرضِ تفاصيل الفواتير، وملخص العمليات، وتتبع حالة دفع الفواتير، ومطابقة العمليات وتسوية المبالغ المحصلة، وذلك من خلال منصة إلكترونية متكاملة.
وعلاوةً على تحسين إدارة الفواتير والمدفوعات، سيكون لمنصة " إيصال" إسهامٌ أشمل في مجال تعزيز الشفافية بين المتعاملين من خلالها، مع الحد من مخاطر التحصيل النقدي وخفض تكاليفه، وكذلك ضمان دقة رصد التدفقات المالية إلى الجهات الحكومية وأغراض المالية العامة.
أيها الجمع الكريم:
لقد شهد قطاعُ المدفوعاتِ بالمملكةِ تطوراتٍ ملحوظةً خلال الثلاثين عاماً الماضية، حيث كانت المملكة أول دولة في الشرق الأوسط تُطوّر نظامَ مدفوعاتٍ وطنيٍّ ومستقلٍ بالكامل عن أنظمة المدفوعات العالمية، وذلك منذ عام 1990 الذي شهد إطلاق نظام الشبكة السعودية، وكذلك كان للمملكة السبق والريادة على مستوى الشرق الأوسط في مجال نظام الحوالات والتسويات الآنية (نظام سريع) وذلك في عام 1997، ثم تلى ذلك تدشين أول نظام وطني لعرض ودفع الفواتير إلكترونيا (وهو نظام سداد الذي أطلق في عام 2004)؛ وقد ساعدت هذه الخطوات الحثيثة التي أدت إلى تأسيس منظومة مُتكاملة لخدمات المدفوعات الرقمية؛ على وضع المملكة في أعلى المراتب حسب تصنيف تقرير بنك التسويات الدولية بخصوص نظم المدفوعات الوطنية.
وفي الوقتِ الحاضرِ يشهدُ العالمُ انتشارَ منظومة الفواتير الإلكترونية على المستويات الوطنية، خصوصاً في ظلّ البرهنة العملية على منافعها في تجارب عددٍ من دولِ أوروبا وأمريكا اللاتينية، وها نحنُ اليومَ نواصل مسيرتنا في السبق والريادة، من خلال إنشاءِ وتطويرِ منصةٍ مناسبةٍ وداعمةٍ للشركات وللاقتصاد السعودي، مُستندين على إمكانياتنا الكبيرة المتمثلة في البنية التحتية الخاصة بنظام سداد، التي سنتوسع في الاستفادة منها عبر منصة إيصال. ونحنُ على أتمّ الثقة في إمكانيات منصة إيصال لتلعب دوراً حيوياً في تعزيز ازدهار المملكة ونموّها تماشياً مع أهداف رؤية 2030 ومخرجاتها. ومن الجدير بالذكر أن الإطلاق التجريبي لمنصة "إيصال" قد تم قبل فترة من خلال ربط ثلاثين شركة من مختلف القطاعات التجارية، واليوم نحتفل جميعاً بالإطلاق الرسمي للمنصة.
وأختتمُ حديثي بالتأكيد على أن مستهدفات برنامج تطوير القطاع المالي الطموحة لن تتحقق إلا من خلال تعاون جميع الأطراف، والعمل المشترك الدؤوب لرفع مستوى الخدمات، وتحسين تجربة العميل، والتعامل الأمثل مع الفرص والمخاطر على حد سواء، ولهذا تسعى المؤسسة دوماً إلى تعزيز التعاون البَنّاء بين المصارف والقطاع الخاص عموماً، ودفع عجلة التطوير والابتكار في الخدمات المالية، واضعين نُصب أعيننا تحقيق الأهداف الكلية من تطوير القطاع، وتشجيع المنافسة العادلة، مع الحفاظ على ريادة المملكة الإقليمية والعالمية في المجال المالي، وازدهارها الاقتصادي الذي يليق بمكانتها العالمية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..